حكايات العيد مع : أنوم بشير

إحتفال إيدن بأول عيد لها، له نهكته الخاصة و ذكرياته الجميلة. حلّ علينا عيد الفطر و كان عُمرها بضعة أيام فقط و هذا شيء جميل للغاية. في ذلك الوقت، كنّا جميعاً نُقيم في مدينة دبي و لقد فرحت جداً بهذه الهدية المميزة و الجميلة و بكونها مُحاطة بعائلتها و كل الأحباء. لا يُمكن أن أنسى تلك اللحظة على الإطلاق. لقد نشأنا، انا و أختي على تقدير أهمية العيد و طبعاً، أريد أن أُرسخ هذه الأهمية في أذهان أطفالنا لكي يعرفوا قيمة هذه الذكريات و لماذا نحتفل بالعيد.

لقد نشأنا على أن الطعام يجب أن يكون جزءاً كبيراً من ثقافة العيد. أولى ذكرياتي عن العيد هو الإستقياظ باكراً - ما بين الساعة الخامسة و الخامسة و النصف صباحاً - و كنت أسمع أمي تلعلع بصوتها العالي و تقول حرفياً " يجب أن أحضر الخبز" و " يجب أن نشتري هذا الآن من المتجر". كل هذه الذكريات الجميلة تُصور لي مشهداً من الفوضى المُبهجة و الرائعة التي كانت تسود المنزل من الصباح الباكر و خاصة عند حضور 50 فرداً لتناول وجبة الغداء معنا في منزلنا.

مع مُضي الزمن، لاحظت منذ أن إنتقلت للإقامة مع زوجي في المملكة العربية السعودية، بأن مفاهيم العيد قد تغيّرت قليلاً. هنا، نقطن بعيداً عن الأهل و هذا بالطبع يحزنني قليلاً و لذلك قرر زوجي و قال " ما رأيك بهذه الفكرة، و هي أن نسافر إلى مكان ما و نحتفل بعيد الفطر و أيضا بالميلاد الثاني لإبنتنا إيدن" . حالياً نُفكر بالسفر إلى تايلاند أو إلى جزر المالديف.

بِحكم طبيعتي، أنا من الاشخاص الذين يُخططون للمناسبات و يستعدون قبل الوقت للإحتفالات و يُجهزون الملابس التي تليق بها. بما أن هذه الرحلة ستكون مزيجاً من الإحتفالات و أيضاً لإننا سنقضيها على ساحل الشاطئ فأنا أود أن تعكس صورنا التذكارية هذه اللحظات المميزة في حياتنا. هذه السنة، ،أعتقد بأن ستايلات ملابسنا ستختلف عن المعتاد بعض الشئ و لكي تُلائم طبيعة الجزيرة. ملابسنا ستفعم بالكثير من الألوان و الطبعات الحيوية، و هو أمر يختلف تماماً عن الملابس التقليدية من جنوب آسيا التي عادةً ما نرتديها في العيد مع العائلة.

كنت مُتحمسة جداً عندما إستعرضت خزانة ملابس إبنتي إيدن من تشيلدرن صالون. الملابس المريحة لها أهميتها الخاصة في اجواء الجزيرة الدافئة، لذا، إخترت عمداً الملابس القطنية و أود أن أوضح هنا بأن غالبية هذا الإصدار يشمل فساتين قطنية، مسامية و مُنمقة بالدانتيل و البرودوري انجليز. معنى هذا، ليس هناك أي خامات ثقيلة أو تصاميم فاخرة للغاية. إخترت ملابس السباحة الساحرة من ماركة ستيلا مكارتني كيدز و الوان الأصفر و البرتقالي لتعكس جمال بشرتها الناعمة. عندما أعددت هذا الإصدار كان كل همّي هو " هل ستشعر إيدن بالراحة؟ هل ستبدوا ملابسها جميلة بالصورة؟ هل يوجد مثل هذه القطعة في خزانة ملابسها؟" أردت فقط أن أختار القطع الجديدة و الفريدة و بالطبع من العلامات التجارية التي أحبها و على يقين من جودتها.

أوه!! إيدن مُهتمة جداً بالمجوهرات. أول ما تطلبه عندما تستيقظ في الصباح هو "سلسالها" ! أثناء إجازاتنا الماضية فقدنا زوجين من النظارات الشمسية، و الآن هي بحاجة إلى نظارات جديدة. بالنسبة للأحذية، إعتمدنا إختيار ستايلات مفتوحة من الأمام ، لون ذهبي فاتح من ضمن تشكيلة تشيلدرن صالون و على الأكيد هذا الستايل سيروق لها و يناسب نزهات الشاطئ و فساتينها اليومية و المسائية. هي ايضاً مُغرمة بحافظات النقود الصغيرة و تعشق ملابسها و الغريب أيضاً، أنها تنجذب إلى حقيبتي من ديور و برادا و هذا شيء مُضحك إذ أنها تقول " حقيبة أمي هي الأفضل".

أنا أعتقد بأن إيدن ما زالت صغيرة لتعرف المعنى الكائن وراء تبادل الهدايا في يوم العيد. بالطبع، أننا سنقوم بتقدم تشكيلة هدايا هي بحاجة لها. أمّا بالنسبة لي و لزوحي فإننا من هواة جمع القطع الفنية. هذا الأسبوع، إستطعت الحصول على قطعة فنيّة جميلة و بالتأكيد لن نأخذها معنا في الإجازة و لكننا نشعر بالشكر و الإمتنان لأننا سنضيفها إلى مجموعتنا هذه السنة.

أينما كنّا، سواء في منزلنا في مدينة الرياض أو في إجازة، فأن إيدن تُيقظنا، كمنبه الساعة،ما بين السادسة و السادسة و النصف صباحاً. نسمع هديلها و صوتها ينادي: ماما و بابا. وجبة الفطور هي شيء مهم بالنسبة لي و لزوجي لذا، نقوم بإعداد سفرة فاخرة لتَفي بوجبتيّ الفطور و الغداء في آن واحد. و بما أن مزاج إيدن يكون رائعاً في الصباح فهي تستمتع بوجبة الفطور معنا. بعد ذلك، نقوم برياضة السباحة و أحياناً بالتنزه على الشاطئ. في المساء، نتناول وجبة العشاء في وقت باكر و نضع إيدن في السرير و ثُم نشاهد فيلم أو نجلس على الشرفة لنستمتع بنسيم المحيط الجميل. زوجي من هواة التصوير و الكاميرا لا تفارقه. لذا ، هو دائماً على إستعداد لإلتقاط اللحظات الجميلة . أما أنا، فأهوى التصوير اثناء الساعات الذهبية خاصةً إذا كنت بجانب الشاطئ أو في المنتجع إذ أن هذا الضوء ينعكس في الصور ليضفي عليها جمالاً بديعاً. من الذكريات الجميلة، بأنني كنت في جزر المالديف عندما كنت حامل بطفلتي إيدن و قمنا بإلتقاط جلسات تصويرية في هذا الضوء و مازالت هذه الصورة في ذاكرتي.

نعم، بالتأكيد! من الطبيعي أن تتصل بي أمي ثلاث مرات على الأقل لتسألني " ماذا تفعلون الآن؟ ماذا تأكلون؟ إلى أين ستذهبون؟" و هذا شيء طبيعي في مجتمعنا. لهذا السبب لدينا مجموعةعائلية على تطبيق واتساب، تخولنا تبادل الرسائل و عبارات الحب و بالطبع الصور. بعد ذلك، نُخطط لإجراء مكالمة جماعية مع سبعة، ثمانية أو عشرة أشخاص عبر الفايس تايم لنتمنى لبعضنا البعض عيداً مباركاً و بالأخص لرؤية الأطفال. والديّ أصبحوا أجداداً لإبنتي و لأولاد أختي و هم ينتطرون بفارع الصبر رؤيتهم و التمتع بالكلام معهم أثناء جلساتنا على الفايس تايم.

تابعوا أنوم بشير على الإنستغرام desertmannequin@